يــــوم العــيد للمنفلوطي
أفضلُ ما سمعتُ في بابِ المروءةِ والإحسانِ أن امرأةً بائسةًوقفت ليلةَ عيدٍ من الأعيادِ بحانوتٍ للهدايا فى "باريس"، يطرقه الناسُ في تلك الليلة لابتياعِ اللُّعبِ لأطفالهم الصغار؛ فوقع نظرها على لعبةٍ
صغيرةٍ منَ المرمرِ هي آيةُ الآياتِ في حسنِها وجَمالِها؛ فابتهجتْ بمرآها ابتهاجا عظيمًا؛ لأنَّها كانت تنظر إليها بعينِ وَلدِها الصغير،الذي تركتْه في منزلها ينتظرُ عودَتَها إليه بلعبةِ العيد كما وعدته،فأخذتْ تساومُ صاحبَ الحانوتِ فيها ساعةً، والرجلُ يُغَالِي فيها مغالاةً شديدةً، حتى علمَتْ أن يدَها لا تستطيعُ الوصولَ إلى ثَمنها،وأنَّها لا تستطيعُ العودةَ
بدونِها، فأخذتْ اللُّعبةَ خفيةً على أن تعيد ثَمنها لصاحب الحانوت بعد يومٍ أو يومينِ، وكانت تظنُّ أن الرجل لايراها، ولا يشعرُ بمكانها. ثم رجعت أدراجَها، وقلبُها يخفقُ فى آنٍ واحدٍ خفقتين مختلفتين: خفقةَ الخوفِ من عاقبةِ فِعلتِها، وخفقةَ السرورِ بالهدية الجميلة التي ستقدمُها بعد لحظات قليلة إلى ولدها؛ وكان صاحبُ الحانوتِ من اليقظة وحدَّةِ النظر، بحيث لا تفوتهُ معرفةُ ما يدورُ حولَ حانوته، فما برحتْ مكانها حتى تبَعها، يترسَّمُ مواقِع أقدامِها حتى عرفَ منزلها، ثم تركها وشأنَها وذهب إلى مخْفَر الشرطة؛ فجاء منه بجنديين للقبضِ عليها، وصعدُوا جميعا إلى الغرفة التي تسكنها، ففاجأوها وهى جالسة بين يدي ولدها تنظرُ إلى فرحتهِ وابتهاجه باللعبة نظرات الغبطة والسرور، فهجم الجنديانِ على الأمِّ فاعتَقَلَاها،وهجم الرجلُ على
الولد فانتزع اللعبةَ من يده، فصرخ الولد صرخةً عظيمة، وظلَّ يبكي بكاء شديداً، فجَمدَ الرجلُ أمام هذا
المنظر المؤثِّر، وأطرق إطراقاً طويلاً؛ فانتفض انتفاضةً شديدةً وصَعُبَ، عليه أن يترك هذه الأسرةَ الصغيرةَ
المسكينةَ حزينةً منكوبةً في اليوم الذي يفرحُ فيه الناس جميعا؛ فالتفت إلى الجنديين، وقال لهما: أظن
أنِّي أخطأتُ فى اتهامِ هذه المرأةِ؛ فإنِّي لا أبيعُ هذا النوع من اللُّعَبِ، فانصرفَا لشأنِهما، والتفت هو إلى
الولد فاعتذر إليه وإلى أمه عن خشونته وشدته،
فشكرتْ له فَضْله ومروءته، وجبينها مبلَّلٌ عرقا؛
حياءً مِنْ فِعلتها، ولم يفارقهما حتى أسدى إليهما من النعم ما جَعل عِيدَهما أسعدًَ وأهنأ مما كانا يظنان.
حَسْب البؤساء من محن الدهر وأرزائه أنهم يقضون جميع أيام حياتهم في سجن مُظلم من بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن يتمتعوا برؤية أشعة السعادة في كل عام مرة أو مرتين.
أســـــــــئلة
أ- أين حدثت هذه القصة؟ ج / - فى "باريس"،
ب- مَنْ أشخاص هذه القصة؟ ومَنْ الذى أعجبك منهم؟
ج / المرأة وولدها و صاحب الحانوت _ الشفقة ةحسن تفهم الوضع المحيط و العفة.
ج- ماذا تعرف عن مؤلف هذه القصة؟
أجب أنت من خلال بحثك
د- ما الذى دفع المرأة إلى أخذ اللعبة؟ ج/ بكاء الطفل ورغبته الشديدة فيها .
ه- كان للتاجر موقفان مختلفان من المرأة، فما تعليل ذلك؟
ج/اختلف موقف الرجل من الرغبة فى القبض عليها للشفقة بها وبولدها يدل على الرحمة.
و- ما المغزى من هذه القصة؟
ج/ اظهار ضرورة الرحمة بالناس وتكافل طبقات المجتمع ودعم الغني للفقير.
ز- لو كنت مكان المرأة هل كنت تجد طريقة أفضل للحصول على اللعبة؟ ولماذا؟
ج/ كنت سأربي ابني اولا علي العفة ثم لو حدث ما حدث في المحل كنت سأشرح لصاحب المحل المشكلة ربما يفهم او يعطيها لي على ان اسدد ثمنها لاحقا وإلا تركتها .
ماذا يحدث لو:
أ- قام الأغنياء بالبر والإحسان نحو الفقراء والمحتاجين؟
ج/ لعم الخير وانتشر الحب في أركان المجتمع .
ب- أهمل المجتمعُ الفقراءَ والمحتاجين، وتركوهم يعانون الفقر؟
ج/ سيعم الحقد والكراهية من الفقراء للأغنياء وتنتشر الجريمة .
ج- طلبَ منك أن تشارك في جماعة البر والإحسان بمدرستك؟
ج/ سوف أرحب بهذا جدا لأنه نوع من التكافل والتعاون بين أفراد المدرسة.
د- علمت أن أحد زملائك كان محتاجاً لمساعدتك، وأنت قادر على ذلك؟
ج/ سوف أبادر بمساعدته ودعوة الزملاء للمساعدة كنوع من العطاء والتكافل .
أجب عن السؤال التالي:
)أخذت تساوم صاحب الحانوت فيها ساعة، والرجل يغالى فيها مغالاة شديدة، حتى علمت أن يدها لا تستطيع الوصول إلى ثمنها، وأنها لا تستطيع العودة بدونها(.
أ- ضع عنواناً مناسباً للفقرة السابقة.
ب- كيف تصرفت المرأة إزاء هذا الموقف؟ وما الدافع لهذا التصرف؟
ج- ولماذا لا تستطيع المرأة العودة دون الحصول على هذه اللعبة؟
د- تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يلي:
- )تساوم( مرادفها: )تخاطب - تفاوض - تنقد(.
- )مغالاة( مضادها في المعنى )مباغتة - اعتدال - مبالغة(.وم