إنك لتنظر إلى حبةِ القمح، أو نواة التَّمر؛ فتحسب أنك إنما تنظر إلى قطعتين من الجمادِ الأصمِّ الأخرسِ،كأنهما حَصاتان ألقت بهما الأحداثُ، ثم أهملتْهما على أرضٍ يباب. وقلما يطوفُ بذهنك أن ما أمامك خزانتان اختزنتا طاقةً حيويةً جبارة القوى، تنتظران الظروفَ المواتية، ومعها مشيئةُ الخالق، جلّت قدرتُه وتدبيره وحكمته، إذا بحبةِ القمح تتفتَّح عن عود حيٍّ، يتغذّى من الأرض طعاماً، ويرتوي من ماء المطرِ شراباً، ويستمدُّ من الهواءِ ومن الضياءِ فاعليةً ونماءً؛ حتى ينتهى إلى حملٍ من سنابلَ، تحمل كلُّ سنبلة منهاحباتٍ من القمح تعدّ بالعشرات، وكذلك تتفجَّرُ نواةُ التمر عن عملاقةٍ من النخل، ترفعُ رأسها لتبلغَ ما بلغتْه الأبراجُ العاليةُ، لولا أن هذه الأبراج البشرية مصمتةُ الصخرِ لا فعل لها ولا تفاعلَ،
وأما النخلةُ
السامقةُ فمن عناصرِ الأرضِ طعامُها، ومن غيثِ السماءِ سُقْياها، تحملُ فى جوفها سرَّ الحياة؛ لتطرحَه كلَّ عامٍ عراجينَ مثقلةً بثمارِها حمراءَ أو صفراءَ، كأنها عناقيدُ الياقوتِ والذهبِ ساطعةً فى ضوءِ الشمس. اللهمَّ سبحانَك أمن التراب ألوانٌ بهية وطعوم فيها حلاوة؟! فانظر يا أخى إلى الفارقِ البعيد، بين ما رأْته العينُ حبَّةً ونواة، كانتا فى رؤية العين، كأنهما جماد لا يُحِسُّ ولا يعي، فإذا هما - وقد شاء لهما خالقُ الكون أن تواتيهما عواملُ الغذاءِ والماءِ والهواء والضياءِ - تُبْدِيَانِ العَجبَ، وتُخْرِجَان العُجابَ.
أسئلة
أ - ما مظاهر القدرة الإلهية فى الدرس؟
ب - ما المطلوب منَّا عند مشاهدة مظاهر القدرة ؟
ج- كيف تحمل نواة التمر فى جوفها سر الحياة؟
د - ما المقصود بقول الكاتب "لولا أن هذه الأبراج البشرية مصمتة الصخر لا فعل لها
أجب عن السؤال التالي
ولاتفاعل"؟)فإذا هما - وقد شاء لهما خالق الكون أن تواتيهما عوامل الغذاء