1) أديب ومفكر ومؤرخ وكاتب مصري .

2) شارك في إخراج مجلة الرسالة .

3) أشهر مؤلفاته موسوعته الإسلامية : ( فجر الإسلام – ضحى الإسلام – ظهر الإسلام – يوم الإسلام ) .

تتلخص حياة الإنسان في البناء والهدم .

يمكن أن نقيس حياة الأفراد والأمم بأن نجمع عمل الفرد والأمة في البناء ثم نطرح منه عملهما في الهدم وباقي الطرح هو مقياس الأفراد والجماعات .

يمكن المقارنة بين شخصين أو أمتين بالنظر إلى مقدار باقي الطرح فمن زاد فهو أرقى .

تحديد كمية البناء والهدم لا يكفي لتحديد رقي الأمم , بل يجب مراعاة نوع ما يـُبنى ويُهدم فإن قيم البناء وقيم الهدم تختلف اختلافاً كبيراً بحسب النوع والصفة والكيفية .

يجب مراعاة نوع البناء والهدم وصفته وكيفيته بالإضافة إلى حجمه ومساحته ونوع هندسته .

كثير من الوعاظ الدينيين ورجال الأخلاق والمصلحين يحثون على البناء ويحذرون من الهدم , رغم أن الهدم قد يكون مقدمة للبناء بل ربما كان يحتاج البناء إلى الهدم التام قبله .

أهم مظاهر الهدم الرذائل الخلقية كالكذب والظلم والجرائم القانونية كالقتل والسرقة

وصفت هذه الأفعال بالجرائم والرذائل لأنها هدم لمرتكب الرزيلة والجريمة أو هدم للمعتدي عليه أو هدم لبناء المجتمع .

تفيدنا هذه النظرة في تقويم الرذائل والجرائم فما كان منها أشد هدما كان أكبر جرما و لذلك كان القتل أفظع من السرقة لأن القتل يهدم النفس والسرقة تهدم الملكية .

لأن القتل يهدم النفس أما السرقة تهدم الملكية والنفس أغلى من المال .

إننا ننظر إلى الجرائم والرذائل نظرة خاطئة فمثلا تعتبر الحكومة مجرمة إذا حصلت من الأهالي مالا لا تستحقه ولا نعدها مجرمة إذا لم تمد قرية بالماء الصحي مع علمها أنها تشرب سما زعافا يقضي على عدد كثير من الأرواح ويذهب في سبيله كثير من الضحايا . فليست الجريمة بأن تسلب ما يمتلكه الإنسان بل من الجريمة أيضا ألا تعطي الحق لأصحابه وإلا كان حق الملكية أكثر من حق الحياة .

1) الهدم المادي : مثل حوادث الحريق السيول , الصواعق , العواصف ,الفيضانات

2) الهدم السلبي : وهو عدم الإنتاج مع القدرة عليه .

- مثل ترك الأراضي الواسعة دون زراعة – عدم استغلال المناجم – عدم استغلال القوى الطبيعية التي تولد الكهرباء

- واجب الأمة أن تحتاط لذلك حتى لا تترك أعمال الهدم والتخريب في ساحتها , وكلما كانت أرقى كانت أكثر احتياطا وتوفيقا في منع أعمال الهدم .

من مظاهر الهدم المادي الذي يجتاح مقدارا كبيرا من ثروات الأمم حوادث الطرق وأعمال القوى الطبيعية الهادمة كالسيل والفيضان العالي والصواعـق والرياح والعواصف

يزيد الهدم المادي حدة عندما لا يحتاط المجتمع لها وكلما كانت الأمة أرقى كانت أكثر احتياطا وتوفيقا في منع أعمال الهدم الطبيعية وتوقيها .

يقصد بالهدم السلبي عدم الإنتاج مع القدرة عليه كبعض الأمم التي تمتلك الأرض وتتركها بوراً أو تمتلك المناجم ولا تستغلها أو لديها قوى طبيعية لتوليد الكهرباء لا تستخدمها والهدم السلبي لا يقل خطرا عن الهدم الإيجابي .

من الهدم الاجتماعي تضييع الأمم لكفايات أفرادها بأن تعطي المناصب لذوي الحسب والنسب والنفاق والمداهنة ثم تنحي أصحاب الكفايات ممن ليس لهم سلاح إلا علمهم وأخلاقهم .

الهدم المعنوي ذو تأثير سلبي مزدوج لأن من شغلوا هذه المناصب لا يمكن أن ينتجوا لعجزهم الطبيعي و لأن من أبعدوا عنها لا يمكنهم أن ينتجوا وقد حيل بينهم وبين الإنتاج .

يجب على كل مصري مقاومة جميع أنواع الهدم التي يتعرض لها الوطن بأساليب بناءة تخلو من العنف.