الجزء الثاني
الفصل الثالث
"وحدة الصبي في غرفته "
س: ما سر عذاب الصبي في غرفته ؟
س : لماذا فضّل الصبي الوحدة في غرفته بالرغم من رغبته في مجالسة الجماعة ؟
س : فيمَ كانت الجماعة تقضي وقتها في المنزل ؟ وعلامَ كانوا يجتمعون حول شاي العصر ؟
س : علل : شدة حزن الصبي عندما كان يسمع أصوات مجلس الجماعة ترتفع وضحكاتهم تدوي ؟
س : لمَ كان الصبي يزداد حسرة وهو يحن إلى منزله في قريته ؟ وما ذكرياته هناك ؟
س : ما أثر صوت مؤذن صلاة العصر على الصبي وهو سارح في تلك الذكريات ؟
س : كان الصبي حريصاً أشد الحرص ألا يثير في نفس أخيه هماً أو قلقاً . وضِّح ذلك .
س : كيف كان يعرف الصبي إقبال الليل ؟ وما شعوره فيه ؟
س : ما الأصوات الأخرى التي كانت تفزع الصبي ؟ ولمَ كان يخاف أن يتحدث عنها ؟
س : كان أذان العشاء يمثل انفراجه للوحشة التي يعيشها الصبي . وضح ذلك .
س: ما سر عذاب الصبي في غرفته ؟
جـ : لأنه يبقى وحيداً لانصراف أخيه عنه ، وذهابه إلى أحد غرف أصحابه في الربع (المنزل ج رباع ، ربوع ، أربع) حيث يقضون الوقت في الراحة والتندر بالشيوخ والطلاب ، فتبتسم شفتاه ويحزن قلبه ؛ لأنه لا يستطيع أن يشارك معهم كما كان يستطيع في الضحى أن يشارك .
س : لماذا فضّل الصبي الوحدة في غرفته بالرغم من رغبته في مجالسة الجماعة ؟
جـ : لأنه لا يستطيع أن يطلب من أخيه الإذن له بذلك فهو يكتم حاجة عقله إلى العلم وحاجة أذنه إلى الحديث وحاجة جسمه إلى الشاي وهو لا يستطيع أن يطلب ذلك ؛ لأن رد أخيه حتى لو كان رفيقاً أو عنيفاً فذلك سيؤذي نفسه ( وهذا يدل على رهافة حس طه حسين).
س : فيمَ كانت الجماعة تقضي وقتها في المنزل ؟ وعلامَ كانوا يجتمعون حول شاي العصر ؟
جـ : كانوا يقضون وقتاً طويلاً أو قصيراً في شيء من الراحة والدعابة والتندر بالشيوخ والطلاب وكانت أصواتهم ترتفع وضحكاتهم تدوي في الربع .
- وكانوا يجتمعون حول شاي العصر وما فيه من حديث هادئ منتظم ثم يستعيدون دروس الظهر ودرس المساء الذي يلقيه الأستاذ (محمد عبده) في كتاب (دلائل الإعجاز ) للجرجاني ، أو في تفسير القرآن الكريم .
س : علل : شدة حزن الصبي عندما كان يسمع أصوات مجلس الجماعة ترتفع وضحكاتهم تدوي ؟
جـ : لأن كل هذه الأصوات التي تنتهي إليه تثير في نفسه من الرغبة والرهبة ، ومن الأمل واليأس ، ما يعنيه أو يضنيه (يتعبه ، يؤلمه) ، ويملأ قلبه بؤساً وحزناً ويزيد في بؤسه وحزنه أنه لا يستطيع حتى أن يتحرك من مجلسه .
س : لمَ كان الصبي يزداد حسرة وهو يحن إلى منزله في قريته ؟ وما ذكرياته هناك ؟
جـ : كان يزداد حسرة لتذكره تلك الذكريات في قريته مع أهله وكذلك وهو عائد من الكتاب بعدما لعب وهو يمزح مع أخواته ، وما كان يقصه على أمه من أحداث يومه ، وكذلك حانوت ( الشيخ محمد عبد الواحد ) وأخوه الشاب ( الحاج محمود ) فيجلس متحدثاً متندراً لما كان يسمعه من المشترين من الرجال والنساء من أحاديث ريفية ساذجة ، وكذلك المصطبة الملاحقة للدار وهو يسمع حديث أبيه مع أصحابه ، وأحياناً كان يخلو إلى رفيق من رفاقه وهما يتدارسان كتاباً من كتب الوعظ أو قصة من قصص المغازي ، ففي القرية لم يكن يشعر يوماً بالوحدة ، ولم يكن يضطر إلى السكون ، ولم يكن يجد ألم الجوع ، ولم يكن يجد ألم الحرمان ، ولم يكن يتحرق إلى كوب من أكواب الشاي .
س : ما أثر صوت مؤذن صلاة العصر على الصبي وهو سارح في تلك الذكريات ؟
جـ : كان صوت المؤذن في جامع بيبرس يصرفه عن حسرته مع ذكرياته ، وكان ينكر صوت المؤذن أشد النكر ، فقد كان يذكره بصوت المؤذن في بلدته ، وكان مؤذن قريته يسمح له باللعب واللهو فكم صعد المنارة مع المؤذن وكم أذّن مكانه وشاركه في الدعاء بعد الآذان ، وكان الصبي بعد ذلك يسكن سكوناً متصلاً لشدة ألمه وحسرته على تلك الذكريات .
س : كان الصبي حريصاً أشد الحرص ألا يثير في نفس أخيه هماً أو قلقاً . وضِّح ذلك .
جـ : كان أخوه يضع له طعامه وينصرف ؛ ليحضر درس الأستاذ الإمام ، فكان الصبي يقبل على طعامه راغباً عنه ، أو راغباً فيه ، وكان يأتي عليه كله مخافة وكراهية أن يعود أخوه ويراه لم يأكل فيظن به المرض أو يظن به الحزن .
س : كيف كان يعرف الصبي إقبال الليل ؟ وما شعوره فيه ؟
جـ : كان يعرف إقبال الليل من أذان المغرب .
- وكان يحس بظلمة متكاثفة فهو وحيد وكان يجد في الظلمة وحشة ، وكان يجد للظلمة صوتاً متصلاً يشبه صوت البعوض يبلغ أذنيه فيؤذيهما .
س : ما الأصوات الأخرى التي كانت تفزع الصبي ؟ ولمَ كان يخاف أن يتحدث عنها ؟
جـ : أصوات الحشرات التي في الشقوق وغيرها من صغار الحيوانات وكان لا يجرؤ أن يذكر ذلك لأحد مخافة أن يسفه رأيه (يُستخف به) وأن يظن بعقله وشجاعته الظنون .
س : كان أذان العشاء يمثل انفراجه للوحشة التي يعيشها الصبي . وضح ذلك .
جـ : لأن أخاه يعود من درس الأستاذ الإمام فيضيء المصباح ويشيع في الغرفة شيئاً من الأنس ثم يخرج للقاء أصحابه ، وبعد ساعتين يعود ثانية بعدما طعم وشرب الشاي وناظر أصحابه ، فيحس الصبي بالأمان ويذهب عنه الخوف وينام نوماً لذيذاً .