الجزء الثاني
الفصل السادس
" انتساب الصبي للأزهر "
س : للبيئة القاهرية وللبيئة الأزهرية تأثير على طه حسين . وضِّح ذلك التأثير .
س : تحدّث عن شيخ الفقه والنحو الجديد الذي أتى به الأخ لشقيقه الصبي .
س : متى كان يزداد ضحك وسخرية الطلاب والشيوخ من ذلك الشيخ ؟
س : كيف كانت مشية ذلك الشيخ في الشارع ؟ وفي داخل أروقة الأزهر ؟
س : " عرف الصبي رجلي الشيخ قبل أن يعرف صوته .. " . وضِّح .
س : ما صفات الشيخ العلمية ؟
س : كيف كانت نظرة الشيوخ لهذا الشيخ ؟
س : خالف هذا الشيخ الشيوخ الآخرين في طريقة تدريسه للفقه . وضِّح .
س : ما طريقة تدريس هذا الشيخ للنحو ؟
س : ما موقف شقيق الصبي وأصدقائه من هذا الشيخ ومنهجه ؟
س : ما اليوم المشهود الذي كان ينتظره الصبي ؟ وهل كان مستعداً له ؟
س : ماذا كان شعور الصبي حينما أخبر بأنه سيمتحن في القرآن توطئة لانتسابه في الأزهر ؟
س : كيف كان وقع دعوة الممتحن للصبي بقوله : " أقبل يا أعمى " على نفسه ؟
س : ما نتيجة هذا الامتحان ؟ وما سر دهشة الصبي ؟
س : لماذا وُضِعَ حول معصمه سوار ؟
س : ما الذي عكر ابتهاج الصبي بهذا السوار الجديد حول معصمه ؟
س : كان للجنة امتحان القرآن والامتحان الطبي أثرهما البالغ في نفس الصبي . وضِّح .
س : للبيئة القاهرية وللبيئة الأزهرية تأثير على طه حسين . وضِّح ذلك التأثير .
جـ : أكسبته البيئة القاهرية علماً بالحياة وشؤونها والأحياء وأخلاقهم .
- بينما البيئة الأزهرية أكسبته العلم بالفقه والنحو والمنطق والتوحيد.
س : تحدّث عن شيخ الفقه والنحو الجديد الذي أتى به الأخ لشقيقه الصبي .
جـ : كان قد بلغ الأربعين أو كاد يبلغها. وكان معروفاً بالتفوق مشهوراً بالذكاء وكان ذكاؤه مقصوراً على العلم ، فإذا تجاوزه إلى الحياة العملية فقد كان إلى السذاجة (الفطرة) أدنى منه إلى أي شيء آخر . وكان يعرف بين أصدقائه الطلاب والعلماء بأنه محب لبعض لذاته (متعه) المادية متهالك عليها (مقبل، متهافت) وكان كثير الأكل عاشقاً للحم ولا يستطيع أن ينقطع عن أكله والإسراف فيه يوماً واحداً .
س : متى كان يزداد ضحك وسخرية الطلاب والشيوخ من ذلك الشيخ ؟
جـ : عندما كان يتحدث ؛ لأن صوته كان غريباً متقطعاً متكسراً يقطع الحروف تقطيعاً غريباً كما أن شفتيه تنفرجان عن كلامه أكثر مما ينبغي ، وأيضاً عندما ارتدي زي العلماء (الفراجية) بعد أن ظفر بدرجة العالمية . وزادهم ضحكاً منه وتندراً عليه أنه كان يلبس الفراجية ويمشي بلا جورب في نعليه .
س : كيف كانت مشية ذلك الشيخ في الشارع ؟ وفي داخل أروقة الأزهر ؟
جـ : كان يمشي في تثاقل وبطء متصنعاً وقار العلماء وجلال العلم فإذا دخل الأزهر ذهب عنه وقاره ولم يمشِ إلا مهرولاً .
س : " عرف الصبي رجلي الشيخ قبل أن يعرف صوته .. " . وضِّح .
جـ : وذلك حينما اصطدم هذا الشيخ به وهو يسير مهرولاً كما تعود أن يمشي فعثر (اصطدم) بالصبي وكاد يسقط من عثرته ومست رجلاه العاريتان اللتان خشن جلدهما يد الصبي فكادت تقطعهما .
س : ما صفات الشيخ العلمية ؟
جـ : كان بارعاً في العلوم الأزهرية كل البراعة ساخطاً على طريقة تعليمها سخطاً شديداً . وقد بلغت تعاليم الأستاذ الإمام قلبه فأثرت فيه ، ولكنها لم تصل إلى أعماقه ، فلم يكن مجدداً خالصاً ولا محافظاً خالصاً .
س : كيف كانت نظرة الشيوخ لهذا الشيخ ؟
جـ : كانوا ينظرون إليه شزراً (أي في استهانة) ويتابعونه في شيء من الريبة والإشفاق .
س : خالف هذا الشيخ الشيوخ الآخرين في طريقة تدريسه للفقه . وضِّح .
جـ : لأنه أعلن إلى تلاميذه أنه لن يقرأ لهم كتاب (مراقي الفلاح على نور الإيضاح) كما تعود الشيوخ أن يقرءوا للتلاميذ المبتدئين ، ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب بمقدار ما في "مراقي الفلاح"، وكان درسه قيماً ممتعاً .
س : ما طريقة تدريس هذا الشيخ للنحو ؟
جـ : سار بنفس طريقة تدريسه في الفقه في درس النحو ، فلم يقرأ للتلاميذ " شرح الكفراوي" ، ولم يعلمهم الأوجه التسعة لقراءة بسم الله الرحمن الرحيم وإعرابها ، وإنما هيأهم للنحو تهيئة حسنة ، وعرفهم الكلمة والكلام والاسم والفعل والحرف ، فكان درسه سهلاً ممتعاً أيضاً .
س : ما موقف شقيق الصبي وأصدقائه من هذا الشيخ ومنهجه ؟
جـ : رضيت هذه الجماعة عن الشيخ وعن منهجه وأقرت طريقته الجديدة في التعليم .
س : ما اليوم المشهود الذي كان ينتظره الصبي ؟ وهل كان مستعداً له ؟
جـ : اليوم الذي أخبر فيه الصبي بعد درس الفقه أنه سيذهب إلى الامتحان في حفظ القران توطئة (تمهيداً)لانتسابه إلى الأزهر .
- لم يكن الصبي قد استعد لهذا الامتحان ولو كان قد عرف من قبل لقرأ القرآن على نفسه مرة أو مرتين قبل ذلك اليوم ، ولكنه لم يفكر في تلاوة القرآن منذ وصل إلى القاهرة .
س : ماذا كان شعور الصبي حينما أخبر بأنه سيمتحن في القرآن توطئة لانتسابه في الأزهر ؟
جـ : خفق قلبه وجلاً وسعى إلى مكان الامتحان في زاوية العميان خائفاً أشد الخوف مضطرب النفس أشد الاضطراب ، ولكنه لم يكد يدنو من الممتحنين حتى ذهب عنه الوجل فجأة ، وامتلأ قلبه حسرة وألماً وثارت في نفسه خواطر لاذعة (مؤلمة)لم يحسها قط.
س : كيف كان وقع دعوة الممتحن للصبي بقوله : " أقبل يا أعمى " على نفسه ؟
جـ : وقعت من أذنه ومن قلبه أسوأ موقع (تأثير) ، ولولا أن أخاه أخذ بذراعه فأنهضه في غير رفق وقاده إلى الممتحنين في غير كلام لما صدق أن هذه الدعوة قد سيقت إليه فقد تعود من أهله كثيراً من الرفق لا هذه الغلظة الشديدة .
س : ما نتيجة هذا الامتحان ؟ وما سر دهشة الصبي ؟
جـ : النتيجة : النجاح ، وقد دهش الصبي لهذا الامتحان ؛ لأنه لا يصور شيئاً ولا يدل على حفظ ، فقد طلب إليه أن يقرأ سورة الكهف ، فلم يكد يمضي في الآيات الأولى منها حتى طلب إليه أن يقرأ سورة العنكبوت ، فلم يكد يمضي في الآيات الأولى منها حتى قال له أحد الممتحنين : " انصرف يا أعمى ، فتح الله عليك " . وقد كان ينتظر علي أقل تقدير أن تمتحنه اللجنة على نحو ما كان يمتحنه أبوه الشيخ . ولكنه انصرف راضياً عن نجاحه ، ساخطاً على ممتحنيه ، محتقراً لامتحانهما.
س : لماذا وُضِعَ حول معصمه سوار ؟
جـ : كان يدل على أنه مرشح للانتساب إلى الأزهر قد اجتاز المرحلة الأولى من مراحله .
س : ما الذي عكر ابتهاج الصبي بهذا السوار الجديد حول معصمه ؟
جـ : هو انشغاله الشديد بقول الممتحن له : (أقبل يا أعمى ثم انصرف يا أعمى ).
س : كان للجنة امتحان القرآن والامتحان الطبي أثرهما البالغ في نفس الصبي . وضِّح .
جـ : وذلك لأن امتحان القرآن كان بسيطاً لا يظهر شيئاً كما أن الطبيب لم يكن صادقاً في كشفه عندما حدد سنه بخمس عشرة سنة وهو كان في الثالثة عشرة فقط .