الفصل الخامس : محمد عبده والأزهر
س52: ماذا تعرف عن المصدر الثاني لفكاهة الشباب في الربع ؟.
س53: ما الذي كان يشهده الشاب الكبير مع أصحابه ؟ و ما الذي كان لا يشهده ؟
س54: لماذا ضاق الشباب بكتب الأزهر ؟
س55: ما دوافع الشباب إلى قراءة هذه الكتب القيمة
س56 ما أثر إقبال الشباب علي الكتب و الشيوخ ؟
س57: كيف اتصل صاحبنا بهؤلاء الطلاب الشباب ؟
س58: ما الذي حمدوه فيه على الرغم من جهله ؟
س59 كيف اتصل هذا الشاب بالصبي ؟
س60: كيف ارتقت حياة الشباب الاجتماعية ؟ و ما أثر ذلك ؟
س61: ما موقف الشباب و صاحبهم من هذا الارتقاء ؟
س62: ما الموقف الذي أدى إلى مقاطعة الشباب لصاحبهم ؟
الفصل الخامس : محمد عبده والأزهر
س52: ماذا تعرف عن المصدر الثاني لفكاهة الشباب في الربع ؟.
مصدر الفكاهة الثاني للشباب كان يأتي من غرفة غير بعيدة عن شمال إذا صعدت السلم يسكنها شاب أكبر منهم و أقدمهم في الأزهر لكنه من جيلهم و من طبقتهم نحيف الصوت فيضحك من يسمعه و كان ضيق العقل فلا يستقر به العلم و قصير الذكاء فلا ينفذ لشيء مما يقرأ و لكنه واسع الثقة بنفسه بعيد الطمع في مستقبله و يعتقد أنه مثل أصحابه هؤلاء .
س53: ما الذي كان يشهده الشاب الكبير مع أصحابه ؟ و ما الذي كان لا يشهده ؟
كان يشهد معهم درس الفقه والبلاغة ودرس الإمام محمد عبده و يشاركهم في مطالعاتهم التي لا تتصل بالدراسة المنتظمة و بكتب الشيوخ فقد كان الطلاب يضيقون بكتب الأزهر ضيقا شديدا، و كان لا يشهد معهم درس الأصول لأنه يقتضيه أن يخرج مع الفجر و هو يؤثر الراحة .
س54: لماذا ضاق الشباب بكتب الأزهر ؟
لأنهم تأثروا بآراء أستاذهم الإمام في كتب الأزهر و مناهجه فأقبلوا على الكتب التي يشير هو عليها في النحو أو البلاغة أو التوحيد أو الأدب التي كانت بغيضة إلى شيوخ الأزهر لأنهم لم يألفوها و ربما اشتد بغضهم لها لأن الإمام دل طلابه عليها و قد ذهب بعض الشيوخ مذهب الإمام فدل طلابه على كتب قيمة أخرى لا تقرأ في الأزهر فيقبل الطلاب على شرائها مهما كلفهم من حرمان فإن أعياهم ذلك استعاروها من مكتبة الأزهر و تعاونوا على فهمها .
س55: ما دوافع الشباب إلى قراءة هذه الكتب القيمة
الحب الصادق للإمام و الرغبة الصادقة في العلم و غرور الشباب فقد كانوا يفخرون بأنهم تلاميذ للإمام و للشيخ بخيت و للشيخ راضي و للشيخ أبي خطوة فلا يكتفون بحضور دروسهم و إنما يزورون شيوخهم في بيوتهم و ربما شاركوهم في بعض البحث أو استمعوا منهم دروسا خاصة يوم الخميس .
س56 ما أثر إقبال الشباب علي الكتب و الشيوخ ؟
أوصلهم ذلك إلى الامتياز بين زملائهم و عرفوا بأنهم أنجب طلاب الأزهر أخلقهم بالمستقبل السعيد فسعى إليهم الأوساط من زملائهم يلتمسون التفوق و الامتياز بالاتصال بهم و يمكنهم ذلك من الاتصال بشيوخهم و كان صاحبنا من هؤلاء الأوساط الذين كانت أغلاطهم مصدر ضحك لهؤلاء الشباب .
س57: كيف اتصل صاحبنا بهؤلاء الطلاب الشباب ؟
أكبر الظن أن صاحبنا مصدر الضحك الثاني للشباب قد عرفهم في بعض الدروس ثم اتصل بهم و زارهم ثم أعجبه ربعهم فجاورهم و صار واحداً منهم يشاركهم الدرس و الشاي و الزيارات و بعض الشهرة و لا يشاركهم في العلم و الفهم .
س58: ما الذي حمدوه فيه على الرغم من جهله ؟
كان أكثر منهم مالا أو يقتر على نفسه إذا خلا إليها و ينفق عن سعة بأصحابه و يساعدهم إذا شعر بحاجتهم لشراء كتاب أو لأداء دين عاجل .
كان الشباب يثقلون على صاحبهم الجديد فيضحكون من جهله و يردون عليه سخفه في ازدراء قاسٍ و أجمل ما كانوا يتندرون به عليه هو علمه بالعَرُوض أو جهله بالعَرُوض فقد كان يرد أي بيت من شواهد النحو عند المطالعة معهم إلى بحر البسيط مهما كان وزنه من الطويل أو الوافر أو غيره فيندفع الشباب إلى بحر من الضحك و كانوا إذا أرادوا الضحك اظهروا العجز عن رد البيت لوزنه و سألوه فيرده للبسيط و يقوم بتقطيعه هنا يستأنفون الضحك و الاستهزاء و لكنه لا يغضب.
س59 كيف اتصل هذا الشاب بالصبي ؟
أقام الشاب مع أصدقائه أعواما ثم بدأ يشعر أنه ليس من حلبتهم و لا يستطيع الجري في ميدانهم فأخذ يتخلف عن دروسهم و يتكلف التعلات فلا يشاركهم المطالعة و لكنه يشاركهم الزيارة هنا تقدمت السن بالصبي و تقدم به الدرس فبدأ الشاب يظهر العطف على الغلام و القدر له و يعرض عليه أن يقرأ معه كتبه في الحديث و المنطق و التوحيد و لكن الغلام لا يجد عنده غناء فيحتال في التخلص منه و خصوصا أن الغلام ليس فارغا للتندر و الضحك .
س60: كيف ارتقت حياة الشباب الاجتماعية ؟ و ما أثر ذلك ؟
لقد ارتقت حياتهم بفضل ذكائهم و جدهم و تفوقهم و رضا أستاذهم الأمام عنهم
و كان من أثر ذلك أن اتصلت زيارات الشباب بطلاب الأزهر من أبناء الأسر الغنية و صاحبهم معهم طبعا يزور و يزار و ترتقي حياته الاجتماعية كما ارتقت حياتهم
س61: ما موقف الشباب و صاحبهم من هذا الارتقاء ؟
لم يشعر الشباب بهذا الارتقاء و لم يتمدحوا بزيارتهم لتلك الممتازة وجلوسهم لأصحابها النابهين .
س62: ما الموقف الذي أدى إلى مقاطعة الشباب لصاحبهم ؟
بعدما مضت الأيام و تفرق الطلاب ظل صاحبهم يزورهم و إن لم يزوروه إلى أن تحدث محنة سياسية تدخل في اضطراب الأزهر و يخرج الأستاذ الإمام من الأزهر فإذا بصاحبنا يتصل بالأستاذ و شيعته و بخصوم الأستاذ و شيعتهم و يتصل بالمضربين في الأزهر و بخصوم الإضراب مفشيا لهم أسرار المضربين و يتكشف الأمر فيقاطعه الجميع و يرد عن البيوت التي كان يستقبل فيها فيقبع في غرفته قد خسر الناس جميعا وقد قصرت همته عن درجة الأزهر فهو ينفق حياته الخاملة وحيدا بائسا إلى أن أنبأ المنبئ أنه مات فهل مات من علة ؟ أم من حسرة ؟أ أم من حرمان ؟ و لم يمس الحزن نفوس أصحابه .