الفصل الثالث : وحدة الصبي في غرفته
س26 كيف كان أخو الصبي يقضي الوقت في الربع؟
س27 لماذا كانت وحدة الصبي في غرفته مصدر عذابه ؟
س28لماذا لا يستطيع الصبي أن يشارك الشباب؟
س 29 ما تأثير هذه الأصوات على نفس الصبي ؟
س30 ما الذي يزيد من حزن الصبي ؟
س31 تردد في نفس الصبي حسرات غير حسرات الوحدة فما هي ؟
س32 ما الذي يقطع سكون الصبي و يصرفه عن حسراته ؟ و ما أثر ذلك عليه
س26 كيف كان أخو الصبي يقضي الوقت في الربع؟
كان ينصرف عن أخيه إلي أصحابه و كان مجلس الجماعة لا يستقر في غرفة بعينها فبعد درس الظهر يخرج لأصحابه فيقضي الوقت في الراحة و الدعابة و
التندر بالشيوخ و الطلاب في أصوات مرتفعة و ضحكات مدوية ثم يجتمع معهم حول شاي العصر يعيدون درس الظهر أو درس الإمام محمد عبده في كتاب دلائل الإعجاز أو تفسير القرآن و يعيدون نوادر الأستاذ ورأيه في شيوخه و رأيهم فيه و أجوبته على سائليه أو معترضيه فيفحمهم فيضحك الباقون.
س27/ لماذا كانت وحدة الصبي في غرفته مصدر عذابه ؟
لأنه كانت تأتيه ضحكات أخيه و أصحابه التي تدوي في الربع بعد درس الظهر فتبتسم لها شفتاه و يحزن لها قلبه لأنه لا يسمعها كما يسمعها و هم معه في الضحى و لا يستطيع أن يشاركهم صامتا بابتسامة نحيلة في هذا الضحك العريض و لأنه يتشوق لاجتماعهم حول شاي العصر حيث يتندرون و يدرسون و يشربون الشاي غير بعيد و هو يشتاق لذلك كله و لا يستطيع أن يشاركهم
س28/لماذا لا يستطيع الصبي أن يشارك الشباب؟
لأنه لم يتعود أن يطلب من أحد شيئا و يكره أن يطلب من أخيه حضور المجلس فيرفض و هذا مؤلم له فالخير أن يكتم حاجة عقله للعلم و حاجة أذنه للحديث و حاجة جسمه للشاي.
س 29 /ما تأثير هذه الأصوات على نفس الصبي ؟
لأن باب الغرفة مفتوح كانت تأتيه الأصوات و الضحكات و دقات مصمتة من تحطيم الخشب ليوقد به النار لصنع الشاي فتثير في نفس الصبي من الرغبة و الرهبة و الأمل و اليأس ما يعنيه و يملأ قلبه حزنا .
س30/ ما الذي يزيد من حزن الصبي ؟
الذي يزيد من حزنه أنه لا يستطيع أن يخرج ليقترب من الأصوات كي يسمعها و يسعد بها لا لأنه يجهل الطريق و إنما يستحي أن يفاجئه أحد المارة و هو يسعى مضطرب الخطى أو يفاجئه أخوه الذي كان يأتي للغرفة لأخذ كتاب او طعام يتبلغ به في غير أوقات الإفطار و العشاء فيسأله ما خطبك ؟
س31/ تردد في نفس الصبي حسرات غير حسرات الوحدة فما هي ؟
تردد في نفسه حسرات الحنين إلى منزله في الريف حين كان يعود من الكتاب و قد أرضى حاجته على العب فيتبلغ بكسرة خبز و يمزح مع أخواته و يقص على أمه أنباء يومه ثم يخرج لحانوت الشيخين محمد و محمود عبد الواحد فيتحدث و يتندر و يستمع للمشترين و المشتريات أو يسمع لقراءة كتاب من أحد صاحبي الحانوت و قد يجلس على مصطبة داره ليسمع حديث أبيه مع أصحابه و قد يجلس في داره مع صديق يقرأ له كتاب وعظ أو
قصة من قصص المغازي فلم يكن يشعر بألم الوحدة أو السكون أو الجوع أو الحرمان من الشاي .
س32 /ما الذي يقطع سكون الصبي و يصرفه عن حسراته ؟ و ما أثر ذلك عليه
الذي كان يقطع سكونه فيصرفه عن حسراته صوت المؤذن لصلاة العصر في جامع بيبرس لقد كان صوتا منكرا يذكره بصوت المؤذن في بلده إلا أن صوت المؤذن في بلده كثيرا ما أتاح للصبي ألوانا من اللهو و اللعب فكم صعد المنارة و كم مكانه و كم شاركه في دعاء ما بعد الأذان لكنه في غرفته لا يعرف إلا السكون المتصل فيا للألم إن العلم ليكلف طلابه أهوالا ثقالا .