الفصل الثاني : حب الصبي الأزهر
س18 ـ ما ذكريات الصبى عن علم [ أصول الفقه ] ؟
س19 ـ كان إجلال الصبى لهذا العلم يزداد يوماً بعد يوم؟ فلماذا ؟
س20 ـ ما أثر سماع هذه المطا لعات على الصبى ؟
س21 ـ هناك جملة فى [ أصول الفقه ] كان لها أثرها على الصبى ؟ وضح ؟ وكيف صرف عنها ؟
س22 ـ ما الذي يحبه الصبي في درس الحديث ؟ وما الذي ينكره ؟ وما الذي يعرض عنه ؟
س23 ـ كان الأزهر يستيقظ شيئاً فشيئاً ؟ فما السبب ؟
س24: متى يضطر الشيوخ لنطق عبارة (و الله أعلم)؟
س25: ماذا يحدث للصبي عقب نهاية درس الفجر ؟
س18 ـ ما ذكريات الصبى عن علم [ أصول الفقه ] ؟
كان الصبى يسمع ألفاظ [ أصول الفقه ] و [ الشيخ راضي ] و [ التحرير ],
و [ الكمال بن الهمام ] فيمتلئ قلبه رهباً ورغباً ومهابةً وإجلالاً ويقول حقاً إن العلمَ بحرٌ لا ساحل له والخير للذكى أن يغرق فيه.
س19 ـ كان إجلال الصبى لهذا العلم يزداد يوماً بعد يوم ؟ فلماذا ؟
وذلك لأنه كان يسمع أخاه ورفاقه يطالعون الدرس قبل حضوره فيقرءون كلاماً غريباً ولكنه حلو الموقع في النفس.
س20 ـ ما أثر سماع هذه المطا لعات على الصبى ؟
كان يتحرق شوقاً إلى أن تتقدم به السن ستة أعوام أو سبعة ليستطيع أن يفهمه ويحل ألغازه ويتصرف فيه ويجادل فيه أساتذته كما يصنع أولئك الشباب البارعون ولكنه يسمع ولا يستطيع أن يفهم فلا يزيده ذلك إلا إكباراً للعلم وإجلالاً للعلماء وإصغاراً لنفسه واستعداداً للعمل والجد .
س21 ـ هناك جملة فى [ أصول الفقه ] كان لها أثرها على الصبى ؟وضح ؟ وكيف صرف عنها ؟
كانت جملة [ والحق هدم الهدم ] تؤرقه ليلاً وتنغص عليه نهاراً ولعلها صرفته عن غير درس من دروس الحديث فيسأل نفسه حائراً ما معنى هذا الكلام ؟ وكيف يهدم الهدم ؟ وما هذا الهدم ؟ وكيف يكون الهدم حقاً ؟ فكانت تدور الجملة كما يدور هذيان الحمى فى المريض
وقد انصرف عنها بإشكال من إشكالات الكفراوى فى الحديث فهمه وجادل فيه وأحس أنه بدأ يشرب من بحر العلم الذي لا ساحل له .
س22 ـ ما الذي يحبه الصبي في درس الحديث ؟ وما الذي ينكره ؟ وما الذي يعرض عنه ؟
كان يجلس إلى جانب ذلك العمود يعبث بتلك السلسلة وهو يسمع الشيخ يلقى دروسه فى
[ الحديث ] فيفهم عنه فى وضوح وجلاء ويحفظه .
كان لا ينكر منه إلا تلك الأسماء المتتابعة التي تسبقها كلمة [ حدثنا ] وتفصل بينها كلمة
[ عن ] فكان الصبى لا يفهم معنى [ لتتابع الأسماء ] ولا لهذه [ العنعنة ] الممملة ويتمنى أن تنقطع فيصل الشيخ إلى الحديث ليحفظه .
كان الصبى يعرض عن تفسير الشيخ لأنه يذكره ما كان يسمع فى الريف من إمام المسجد أو من الشيخ الذي يعلمه أوليات الفقه .
س23 ـ كان الأزهر يستيقظ شيئاً فشيئاً ؟ فما السبب ؟
كانت أصوات الشيوخ وهم يلقون دروسهم وما يثور بينهم وبين طلابهم من حوار يبلغ العنف أحياناً هي التي تنبه الأزهر فتوقظه .
س24: متى يضطر الشيوخ لنطق عبارة (و الله أعلم)؟
عندما يقبل الطلاب وترتفع الأصوات وينعقد الدوي يضطر الشيوخ لنطق عبارة والله أعلم التي تؤذن بانتهاء الدرس فقد أقبل الطلاب لحضور درس جديد من هذا الشيخ أو من غيره فينتهى درس الفجر ويبدأ درس الصبح .
س25: ماذا يحدث للصبي عقب نهاية درس الفجر ؟
كان يقبل أخو الصبى فيأخذ بيد الصبى من غير كلام ويجذبه فى غير رفعه ويمضى به إلى مجلس آخر:ـ فيضعه كما يضع المتاع وينصرف عنه فيفهم الصبي أنه نقل إلى درس { الفقه} و أنه سوف يسمعه وسيفرغ منه و سينصرف الشيخ و طلابه وسيبقي هو في مكانه حتى يقبل أخوه من سيدنا الحسين حيث كان يسمع درس الفقه من الشيخ بخيت رحمه الله الذي كان يحب الإطالة و يلح عليه طلابه الجدال حتى يرتفع الضحى هنا يعود للصبي أخوه حيث يأخذه من يده بغير كلام ويجذبه في غير رفق فيخرجه من الأزهر و يرده إلى طوره الثاني وهو الطريق للبيت ثم لطوره الأول وهو الغرفة فيلقيه على البساط القديم الملقى على حصير بالِ عتيق ليتهيأ لاستقبال حظه من العذاب.