الفصل الثاني : حب الصبي الأزهر
س8: لماذا كان الصبى لا يحب طوره الأول فى غرفته ؟
س9 : لماذا كان الصبي لا يحب طوره الثاني [ الطريق بين البيت والأزهر ] ؟
س10 : لماذا كان طوره الثالث فى الأزهر أحب الأطوار ؟
س11 ـ ما الذي كان يكفيه من الأزهر فى البداية؟
س12 ـ ما شعور الصبى تجاه العلم ؟
س13 ـ ما أثر شعوره تجاه العلم على نفسه ؟
س14 ـ ما شعور الصبى حين يقطع الصحن ليدخل الأزهر ؟
س15 ـ ما أحب لحظة للصبى فى الأزهر ؟
س16 ـ وازن بين الأزهر فجراً والأزهر ظهراً وما أثر ذلك على الصبى ؟
س17 ـ ماذا يحدث للصبى حين يرقى إلى الليوان ؟
س8: لماذا كان الصبى لا يحب طوره الأول فى غرفته ؟
لأنه كان يشعر فى غرفته بالغربة القاسية ولا يعرف مشتملاتها من أثاث ومتاع حتى الهواء الذي يتنفسه فيها ليس فيه راحة ولا حياه بل ألما وثقلا وليست كبيته الريفى وغرفاته التي كان لا يجهل منها شئ .
س9 : لماذا كان الصبي لا يحب طوره الثاني [ الطريق بين البيت والأزهر ]؟
لأنه كان مفرق النفس مضطرب الخطى ممتلئ القلب بحيرة مضلة تفسد عليه أمره فيسير على غير هدى فى طريقه الماديةـ فهذا محتوم عليه لعجزه البصري ويسير على غير هدى في طريقه المعنوية أيضا ـ فالأصوات حوله تصرفه عن نفسه ـ يشعر بالخزى فى نفسه من اضطراب خطاه وعجزه عن الملاءمة بين مشيته الحائرة الهادئة ومشية صاحبه المهتدية العنيفة .
س10 : لماذا كان طوره الثالث فى الأزهر أحب الأطوار ؟
لأنه وجد في الأزهر الراحة والأمن ووجد فى صحن الأزهر نسيما حين تصلى الفجر يتلقى وجهه بالتحية فيملأ قلبه أمنا وأملاً فوقع النسيم على جبهته التى تفدى بالعرق من سرعة ما سعى يشبه قبلات أمه على جبهته حين كان يقرئها آيات من القرآن أو يمتعها بقصة مما قرأ فى الكتاب أو حين يخرج شاحباً من خلوته التي يتوسل فيها إلى الله بعدية يس ليقضى حاجة من حاجات الأسرة فنسيم الصحن كقبلة أمه ينعش قلبه ويملأ نفسه راحة بعد تعب وابتسام بعد عبوس.
س11 ـ ما الذي كان يكفيه من الأزهر فى البداية؟
كان يكفيه أن تمس أرض الأزهر قدميه الحافيتين ويمس نسيم الصحن وجهه ويحس استيقاظ الأزهر فتعود إلى الصبى نفسه و يشعر أنه فى وطنه و بين أهله لا يحس غربة ولا يجد ألماً فتتفتح نفسه و يتشوق قلبه لشيء لم يكن يعرفه ولكنه يحبه وهو [ العلم ].
س12 ـ ما شعور الصبى تجاه العلم ؟
كان يشعر بأن العلم لا حدله ويريد أن ينفق حياته فيه ليبلغ أكثر ما يستطيع فقد سمع من أبيه وجلسائه من أهل العلم [ أن العلم بحر لا ساحل له ] فأخذ الكلام على أنه حق لا تشبيه وأقبل إلى الأزهر ليلقى نفسه فى هذا البحر فيشرب حتى يموت غرقاً فيه وأي موت أحب للنبيل من الغرق فى العلم .
س13 ـ ما أثر شعوره تجاه العلم على نفسه ؟
كانت خواطره عن العلم تثور فى نفسه فتنسيها تلك الغرفة الموحشة وتلك الطريق المضطربة بل تنسيها الريف ولذاته وأنها غير مخطئة حينما احترقت شوقاً للأزهر.
س14 ـ ما شعور الصبى حين يقطع الصحن ليدخل الأزهر ؟
كان يمتلئ قلبه خشوعاً وتمتلئ نفسه إجلالاً فيخفف الخطو على حصيره البالية التي تنفرج أحياناً عما تحتها من الأرض لتبيح لأقدام الساعين شيئاً من البركة بلمس هذه الأرض المطهرة .
س15 ـ ما أحب لحظة للصبى فى الأزهر ؟
هي لحظة انفتال المصلين من صلاة الفجر وفى عيونهم النعاس ليتحلقوا حول أحد الأعمدة فى انتظار أستاذهم لسماع درسه .
س16 ـ وازن بين الأزهر فجراً والأزهر ظهراً 0 وما أثر ذلك على الصبى ؟
كان الأزهر فجراً هادئاً إما أحاديث يتهامس بها أصحابها أو فتى يتلو القرآن فى صوت هادئ أو يصلى التنقل بعد الفريضة أو أستاذ يبدأ درسه فى صوت فاتر استيقظ صاحبه ولم يطعم شيئاً يجعله ينشط وطلابه يسمعون له فى هدوء مثله .
وكان الأزهر ظهراً على عكس الفجر فأصوات المدرسين قوية عنيفة فيها شئ من كسل تصور امتلاء البطون بطعام الأزهر فأصوات الفجر فيها دعاء للمؤلفين يشبه الاستعطاف وأصوات الظهر فيها هجوم على المؤلفين يشبه العدوان. وكانت هذه الموازنة تعجب الصبى وتثير فى نفسه لذة ومتاعاً .
س17 ـ ماذا يحدث للصبى حين يرقى إلى الليوان ؟
كان يجلسه أخوه إلى جانب عمود من الأعمدة المباركة قد شد إليه كرسى بسلسلة غليظة قائلاً : انتظر هذا وستسمع درساً فى [ الحديث ] حتى أفرغ من درس
[ أصول الفقه ] حيث يشرح لنا الشيخ راضى كتاب [ التحرير ] للكمال بن الهمام.