الكناية

س : ما المراد بالكناية ؟

جـ : لفظ أطلق وأريد لازم معناه الحقيقى ، لقرينة لا تمنع من إرادة هذا المعنى المراد .

مثل : طويل نجاد السيف .

معناه الحقيقى : أن الممدوح نجاده طويلة ، ولكن هذا المعنى ليس مقصوداً وإنما المراد لازم هذا المعنى وهو أنه طويل القامة ، وذلك يلزم من طول النجاد أن تكون القامة طويلة ، فالعلاقة بين طول النجاد وطول القامة علاقة تلازم .

   ملحوظة : الكناية واسطة بين الحقيقة والمجاز فهى ليست حقيقة لأن اللفظ لم يرد به معناه الحقيقى بل أريد به لازم هذا المعنى ، وليست مجازاً لأن المجاز لابد له من قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقى .

ومثل : قوله تعالى : " ويوم يعض الظالم على يديه " قرآن كريم .

معناه الحقيقى : أن الظالم لم يعض على يديه ولكن هذا المعنى ليس مراداً وإنما المراد لازم هذا المعنى وهو أنه نادم ، والندم لازم من لوازم عض الأصابع فالعلاقة بين الندم وبين عض الأصابع علاقة تلازم .

س : ما سر جمال الكناية ؟

جـ : 1 ) تعطينا المعنى مصحوباً بالدليل فى إيجاز .

2 ) فيها تجسيم للمعنى وإقناع وإمتاع للقارئ والسامع .

أنواع الكناية :    للكناية ثلاث صور :

( 1 ) كناية عن صفة : وهى التى يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه ( كالكرم والعزة والقوة وغيرها ).

أو بمعنى آخر : هى ما صرح فيها بالموصوف وبالنسبة إليه ولم يصرح فيها بالصفة المطلوب نسبتها وإثباتها ولكن ذكر مكانها صفة تستلزمها كما فى المثالين السابقين .

ومثل : قول الشاعر :

" جبان الكلب " : كناية عن إكرام الضيف . " مهزول الفصيل " : كناية عن إكرام الضيف .

( 2 ) كناية عن موصوف : وهى التى يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف …… كالمصريين أو العرب أو اللغة العربية وغير ذلك .

أو بمعنى آخر : وهى ما صرح فيها بالصفة ولم يصرح فيها بالموصوف المطلوب النسبة إليه ولكن ذكر مكانه صفة أو أوصاف تختص به .

 مثل : فلان صفا لى مجمع لبه .

كناية عن موصوف وهو " القلب " فهو مجمع اللب فقد صرح بالصفة وهى " مجمع اللب " كما صرح فيها بالنسبة وهى إسناد الصفاء إليه ولم يصرح بالموصوف المطلوب نسبة الصفاء إليه وهو " القلب " ولكن ذكر مكانه وصف خاص به وهو كونه مجمع اللب .

ومثل : قول الشاعر فى فضل دار العلوم فى إحياء اللغة العربية :

فقد صرح بالصفة وهى " بنت عدنان " كما صرح فيها بالنسبة وهى أنها وجدت ولم يصرح بالموصوف المطلوب النسبة إليه وهى " اللغة العربية " ولكن ذكر وصفاً خاصاً بها وهى كونها بنت عدنان .

ومثل : قوله تعالى : " وحملناه على ذات ألواح ودسر " قرآن كريم .

              " ذات ألواح ودسر " : كناية عن موصوف وهى السفينة .

ومثل :

" بناة الأهرام " : كناية عن موصوف وهم قدماء المصريين .

( 3 ) كناية عن نسبة : وهى التى يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شىء متصل بالموصوف .

أو بمعنى آخر : ما صرح فيها بالموصوف وبالصفة ولم يصرح فيها بالنسبة بينهما ولكن ذكر مكانها نسبة أخرى تستلزمها سواء أكانت النسبة إثباتاً أو نفياً .

مثل : قولهم : المجد بين برديه . كناية عن إثبات المجد للممدوح .

فقد صرح فى هذه الكناية بالموصوف وهو ضمير الممدوح ( الهاء ) كما صرح بالصفة وهى ( المجد ) ولكن لم يصرح فيها بنسبة المجد إليه وإنما ذكر مكانها نسبة المجد إلى برديه إثباتاً وهى تستلزم نسبة المجد إليه .

ومثل : قول الشاعر يصف امرأة بالعفة والنزاهة :

فقد صرح بالموصوف وهو ضمير الهاء فى(بيتها)وصرح بالصفة وهى نفى اللوم فى قوله(بمنجاة من اللوم)ولكن لم يصرح بنسبة نفى اللوم عنها ولكن ذكر مكانها نسبة أخرى وهى نفى اللوم عن بيت يحتويها وهو يستلزم نفى اللوم عنها.

ومثل : " الخيل معقود بنواصيها الخير " كناية عن نسبة الخير إلى الخيل .

ومثل : " الفصاحة فى بيانه والبلاغة فى لسانه " كناية عن نسبة هذا الشخص إلى الفصاحة لأنها فى بيانه وإلى  البلاغة لأنها فى لسانه .

تدريبات على الكناية

حدد الكناية واذكر نوعها وسر جمالها :

**  ليل بطىء الكواكب.                                 ** قلب له ظهر المجن .

**ة يقول تعالى : " وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبِة أُولِى الْقُوَّةِ " قرآن كريم. 

*** فلان يشار إليه بالبنان.                   ***  فلان نئوم الضحا .                     ***  لا يرى ما تحت قدميه 

**  قال الشاعر يمدح سيف الدولة الذى هزم الأعداء :

** قال النبى  :"والذى نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أوالنار "

المجاز المرسل

تعريفه : هو الكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقى أو المعنى الأصلى.

س : لماذا سمى مجازاً مرسلاً ؟

جـ : لأنه أرسل عن التقيد بعلاقة واحدة وأن له علاقات متعددة أو لأن العلاقة بين المعنيين فى المجاز ليست علاقة المشابهة – كما فى الاستعارة – ولكن هذه العلاقة مرسلة .

علاقات المجاز : للمجاز المرسل علاقات كثيرة لا يمكن تحديدها لأنها تنبع من ذوق الأديب ، وأشهر هذه العلاقات :

(1 ) السببية : وذلك كاليد إذا استعملت فى النعمة بشرط أن يكون فى الكلام إشارة إلى المنعم بها .

كقولك : " لفلان علىّ يد لا أنكرها " أى نعمة .

 وكقول المتنبى :

كلمة " أياد " جاءت بمعنى النعم فليس معنى الأيادى معناها الحقيقى لأن هناك قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقى ، لأن الأيادى الحقيقية لا توصف بالشمول ولكن المقصود بها هنا هو النعم فلفظ " أياد " مجاز مرسل علاقته السببية لأن الأيادى سبب فى النعم .

( 2 ) المسببية : يقول تعالى : " وينزل لكم من السماء رزقاً " قرآن كريم .

كلمة " رزقاً " : مجاز مرسل علاقته المسببية لأن الرزق لا ينزل من السماء ولكن الذى ينزل المطر الذى يتسبب فى النبات ومنه نأخذ طعامنا ورزقنا .

( 3 ) الجزئية : يقول تعالى : " فتحرير رقبة مؤمنة " قرآن كريم .

كلمة " رقبة " : مجاز مرسل علاقته الجزئية ، فليس المقصود بالرقبة هو الجزء الخاص بها فحسب لأن هناك قرينة وهى " فتحرير " لأن التحرير إنما يكون للذات كلها ، وليس لجزء منها فالمقصود هنا هو الشخص كله.

ومثل : ألقى المدير كلمة فى الإذاعة .

(4 ) الكلية : يقول تعالى : " وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى آذانهم " قرآن كريم .

كلمة " أصابعهم " : مجاز مرسل علاقته الكلية فقد أطلق الكل وأراد الجزء لقرينة " فى آذانهم " فلا يمكن إدخال الأصابع فى الآذان وإنما المراد أنامل الأصابع .

(5 ) المحلية : وذلك كقوله تعالى : " فليدع ناديه " قرآن كريم .

كلمة " ناديه " : مجاز مرسل علاقته المحلية فقد أطلق النادى وأراد من فيه فهو محل له .

مثل : " وأسأل القرية التى كنا فيها " قرآن كريم " القرية " : مجاز مرسل علاقته المحلية والمراد أهل القرية .

(6 ) الحالّية : كقوله تعالى : " إن الأبرار لفى نعيم " قرآن كريم .

كلمة " النعيم " : مجاز مرسل علاقته الحالية والمراد الجنة لأن النعيم حال فى الجنة .

ومثل : نزلت فالقوم فأكرمونى .               " القوم " : ج . س علاقته الحالية نزلت بالمكان .

(7 ) اعتبار ما كان : كقوله تعالى : " وآتوا اليتامى أموالهم " قرآن كريم .

" اليتامى " : مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان لأن اليتيم هو الصغير الذى مات أبوه ولا يصح أن نعطى الأموال للصغار فكلمة اليتامى جاءت على اعتبار ما كانوا عليه قبل ذلك من اليتم .

( 8 ) اعتبار ما سيكون : مثل : " زرعت الأرض شجراً ".

" شجراً " : مجاز مرسل علاقته اعتبار ما سيكون فالأصل أن الزرع يكون للحبوب الصغيرة .

س : ما سر جمال المجاز ؟

جـ : 1 ) الإيجاز .

 2 ) المهارة فى اختيار العلاقة بين المعنى الأصلى والمعنى المجازى.

تدريبات على المجاز

1 ) بين علاقة كل مجاز فيما تحته خط :

***  لا أركب البحر إنى أخاف منه المعاطب.                    ***  رعينا الغيث .

** هل لك بيت .          **  سال الوادى .

2 ) بين المجازات الآتية ووضح علاقاتها :

**  " إنى أرانى أعصر خمرا " قرآن كريم .                           **  شربت البن .

** حكمت المحكمة بالبراءة للمتهم .                                   ** " فبشرناه بغلام حليم " قرآن كريم .

** " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " قرآن كريم .                    **  سكن ابن خلدون مصر .

** " ففى رحمة الله هم فيها خالدون " قرآن كريم .                    **   سأوقد ناراً .

** يلبس المصريون القطن الذى تصنعه بلادهم .                     **  ألقى الخطيب كلمة بليغة .

3 ) استعمل كل كلمة مجازاً مرسلاً للعلاقة التى أمامه :

**  " عين " : الجزئية.                    **  " المدرسة " : المحلية.                         ** " الشام " : الكلية .

** " الكتان " : اعتبار ما كان .         **  " المدينة " : المحلية .                          ** " رجال " : اعتبار ما سيكون .

4 ) اجعل كل كلمة مما يأتى مجازاً مرسلاً واستعارة مرة أخرى فى جملتين :

" القلم – السيف – رأس – الصديق " 

المحسنات البديعية

( 1 ) طباق : إيجاب أو سلب.

مثل : " طويل – قصير " ، " طويل – ليس طويلاً " .

(2 ) مقابلة : وتتمثل فى معنيين أو أكثر ضد معنيين أو أكثر على الترتيب

مثل :        " ليس له صديق فى السر .       ولا عدو فى العلانية "

( 3 ) السجع : وهو اتفاق الحرف الأخير فى الجملتين المتواليتين أو أكثر .

مثل : " المسلم إذا ما وعد وفى ، وإذا أعان كفى ، وإذا ملك عفا " .

( 4 ) الجناس : تشابه الكلمتين فى النطق والاختلاف فى المعنى وهو نوعان : ( تام – ناقص ) :

تام : وفيه تتفق الكلمتان فى الشكل والنطق تماماً بدون أى فارق مع الاختلاف فى المعنى .

مثل : صليت المغرب فى المغرب .

ناقص : وفيه تختلف الكلمتان سواء فى الحروف أو عددها أو ترتيبها أو تشكيلها .

مثل : الصفائح – الصحائف.            ، تصول – تجول .                  عَبرة – عِبرة .

( 5 ) التصريع : هو انتهاء شطرى البيت الأول بحرف واحد متكرر وقد يأتى فى غير البيت الأول .

مثل :

ملحوظة : المحسنات البديعية أو الزينة اللفظية أو الجمال اللفظى أو اللون البديعى كلها بمعنى واحد .

50. (5 ) الرجاء : ويكون بـ "لعل" .             مثل : لعل الله يرحمنى .

( 6 ) النداء : ويبدأ بأداة نداء :[  يا – أيا – هيا – أ – أى].    مثل : "أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم" . قرآن كريم .

ملحوظة : الأساليب الإنشائية تفيد الإثارة والتنبيه والمشاركة مع القارئ .

ثانياً : الأسلوب الخبرى .

وهو مالا يكون من أقسام الإنشاء ويفيد دائماً التقرير والوصف وأن ما يقوله الأديب ما هو إلا حقائق لا شك فيها .

مثل : الحياة خير معلم للإنسان .

ملحوظة : هناك أسلوب خبرى لفظاً إنشائى معنى.

• الذى يكون فى شكله الخبرى لكن معناه طلبى ينضم للإنشائى ويكون غرضه الدعاء . مثل : شفاك الله أيها الشيخ . ومثل : رحم الله رجلاً قال خيراً .

الأسلوب الأدبى والعلمى

أولاً الأسلوب الأدبى : وهو الذى يعبر عما فى شعور وفكر الأديب بشكل مؤثر فى شعور ووجدان القارئ .

عناصر الأسلوب الأدبى : الأفكار – العبارات – العاطفة- الخيال .

ثانياً : الأسلوب العلمى : وهو الذى يعبر عن حقيقة علمية أو تاريخية أو اجتماعية فى غير تأنق أو أداء لغوى خاص أو استخدام تعبيرات خيالية مؤثرة .

عناصر الأسلوب العلمى : الأفكار – الألفاظ – المصطلحات العلمية .

ثالثا: الأسلوب العلمى المتأدب : هو أسلوب وسط بين الأدبى والعلمى وتكثر فيه الأفكار وتعرض فى أسلوب أقل جفافاً كما ترى فيه :

1 ) تيسر الحقائق العلمية .

2 ) الدراسات الإنسانية .