تدريب
يقول الشاعر عقل الجر:
وأبكي فيضجــر بي والدي وليس يلم بأمي الضـجــــر
(الضجر : السأم ، الملل)
أئن فتشـعر في صـــــــدرها كأن أنينــي وخـــــــز الإبر
تود لو أن الفدا ممــــــــكن فتفدي حياتي بنور البصر
وتخلع إن تسـتطع عمرها عليّ لآمن بطش القــــــــدر
( أ ) -امتزج فكر الشاعر بوجدانه في هذه الأبيات. وضح ذلك.
(ب) -الخيال وليد العاطفة . وضح ذلك من خلال صورتين من الأبيات ، مبيناً القيمة الفنية لكل منهما.
(أ) - تتضمن الأبيات عاطفة الأم ، وإشفاقها على ولدها ، والتضحية من أجله ، فلقد عرض الشاعر فكره فيها من خلال وجدانه ، حيث وضح ما تفيض به أمه من حب عظيم ، يتمثل في تحملها بكاءه الشديد ، وهو طفل رغم ضيق والده بذلك ، كما يتمثل في إحساسها العميق بآلامه حتى لتشعر بأناته وكأنها إبر تدمي قلبها ، بل إنها لتتمنى أن تفدي حياته بنور عينيها ، أو تهبه عمرها كله ؛ ليتقي به أحداث الزمان .
(ب) - تبدو عاطفة الشاعر في الأبيات قوية صادقة ، ولذا جاء الخيال قويا ممثلا لها ، ومنه :- التشبيه : في (كأن أنيني وخز الإبر) فقد شبه أنين الطفل بوخز الإبر في صدر أمه ، وقيمته الفنية بيان قسوة الآلام التى تتحملها راضية وحزنا على ما يصيبه من مرض إشفاقا عليه .
- الاستعارة المكنية في : (وتخلع إن تستطيع عمرها عليّ) فقد شبه العمر بثياب ، وحذف المشبه به ، ورمز له بقوله : (وتخلع) وقيمتها الفنية تأكيد عظمة التضحيات التي تقدمها الأم لولدها ، لحمايته من كل سوء .
* الكناية في كل من :
- (وليس يلم بأمي الضجر) ، وهى كناية عن سعة صدرها له ، وتقبلها ما تجده من متاعبه .
- البيت الثالث كله كناية عن استعدادها للتضحية بنور بصرها حفاظا على حياته - البيت الرابع كله كناية عن التضحية بعمرها لو استطاعت ؛ من أجل حماية حياته من كل مكروه .
* والقيمة الفنية لهذه الكنايات : بيان تحملها الآلام في رعاية ولدها ، واستعدادها للتضحية بأعز ما تملك في سبيل سعادته ، فضلا عن أن الكناية تؤكد المعنى بذكر الدليل عليه .