قال الشاعر وهو يتناول توبة آدم بعد خروجه عن أمر ربه :
قلبت وجهي في الســـــماء وفي الثرى وأنا الطريد فلم أجـــــد إلاكـا
من ذا الذي يصــــــغي سواك لشكوتي هل لي سواك لأشتكي لسواكا ؟
فبحــــــــــــق هذا اليوم والنـور الذي أطلقته في طــــينتي فـدعـاكـا
اغفر لعبدك فهي أول مــــرة أخطأت عن جهل وحســـــــــــــبي ذاكا
( أ ) -يقوم العمل الفني على أساس امتزاج الفكر بالعاطفة . وضح .
(ب) -ما نصيب الوحدة العضوية من هذه الأبيات ؟
(أ) - تَمَثل الشاعر نفسه آدم أبا البشر لحظة إحساسه بالندم وقت ارتكابه معصية ، خالف فيها أمر ربه ، فقلب وجهه في السماء وفي الأرض ، فلم يجد من ينقذه من هذا إلا أن يلجأ إلي الله ، مبدياً الندم ، وطالباً المغفرة من الله ، وبرر هذا الطلب بأنها هي المعصية الأولى له .
وقد امتزج الفكر بعاطفة الشاعر التي تفيض بالحب لله ، وإبداء الندم والحسرة على ما فرط في حق ربه ، وهذه المشاعر جعلت في نفسه أمل قبول طلبه ، لذا طلب من مولاه أن يلهمه كلمات قالها لربه ليعفو عنه .
(ب) - نصيب الأبيات من الوحدة العضوية :
الشاعر تحدث في موضوع واحد هو وقوع أبي البشر آدم في معصية وندم على فعلته ، ولم يجد من ينقذه منها سوى الله ، لذا ضرع إلى مولاه ، أن يتقبل منه توبته ، والأبيات مترابطة ، ومتسلسلة وكل بيت يسلمك للذي يليه .. والدفعة الشعور واحدة وهي الوقوع في المعصية ، والندم عليها ولجوء الشاعر إلي الله أملاً في العفو عنه .