تدريب (7)
قال البحتري في وصف الربيع :
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً مِنَ الحُســـنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَيروزُ في غَســــق الدُجى أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمــــــــــسِ نُوَّما
(غسق الدجى : ظلمة الليل )
يُفَتـــــــــــــــــِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ يَبُثُّ حَــديثاً كانَ أَمــــسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُــــــــــــهُ عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشــياً مُنَمنَما
( وشياً : نقشاً - منمنماً : مزخرفاً )
( أ ) -التجربة الصادقة يمتزج فيها الفكر بالعاطفة . وضح ذلك من خلال هذه الأبيات .
(ب) -تخير من الأبيات صورة بلاغية ، وبينها ثم اذكر قيمتها الفنية .
- تمثل الأبيات تجربة شعرية صادقة ، حيث يقول الشاعر : أقبل عليك الربيع المشرق مزهواً ضاحكاً ، حتى كاد أن يتكلم من روعة الحسن ، وقد أيقظ اليوم الجديد في الربيع كمائم الورد التي نزل عليها برد الندى ، فإذا بالكمائم تتفتح ، ويظهر الورد الذي كان مستوراً ، ثم انتشر كالحديث المذاع . فكسى الشجر برداء منقوش مزخرف من الورد ، يجذب العين ويسعد النفس . وقد امتزجت هذه الأفكار بعاطفة الشاعر الجياشة التي تدفقت انبهاراً بجمال الربيع ، فأخذ الشاعر يجتلي مشاهد الربيع في نشوة ومتعة ، ويعبر عنها في سلاسة وأناة وتعمق .
(ب) - الصورة البلاغية في قوله : (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً) استعارة مكنية ، حيث شبه الربيع بإنسان يعجب بنفسه ويضحك ، وحذف المشبه به (الإنسان) وأتى بصفتين من صفاته (يختال ، وضاحكاً) .
وقيمتها الفنية : توضيح المعنى وتشخيصه