تدريب (4)
قال شاعر معاصر :
وطني ، خُذ العهدَ الأكيد بأنني روحـي وما ملكتْ يداي فداءُ
لا عشتُ إلا أن أراك محـــــــــرراً لبنيك عز باذخ وعـــــــَلاء
(باذخ : مرتفع ، عالٍ)
العدل يَعْمُر من ربوعك والحِجا وتعمُّ فيك سـعادةٌ ورخــاء
(الحجا : العقل )
لك في دمي دَيْنٌ وإن سجــــيتي ألا يؤخـــــر للديون وفـــاء
( السجية : الطبيعة والخلق )
( أ ) -التجربة الشعرية الصادقة يمتزج فيها التفكر بالوجدان . وضح ذلك في من خلال الأبيات السابقة ، مبيناً مدى توفيق الشاعر في اختيار ألفاظه .
(ب) -استخرج من البيت الأول صورة ، ووضحها مبيناًً مدى ملاءمتها لعاطفة الشاعر .
(أ) - الفكر هو موضوع التجربة الشعرية ومضمونها ، والوجدان هو العنصر العاطفي في التجربة ، وبامتزاج الفكر بالوجدان في التجربة الشعرية يحس القارئ بصدق التجربة .
- وفي الأبيات نرى أفكار الشاعر تتمثل في تصميمه على افتداء وطنه بكل غال ورخيص ، وسعيه لرؤيته حراً عزيزاً عظيماً يملؤه العدل ويعمه الرخاء .
- كما نحس بعاطفته الفياضة التى تتمثل في هذا الحب الجارف الذي ملأ وجدانه فجعله يوقف حياته لكرامة الوطن ، وعزته وسعادته ، وقد امتزجت أفكار الشاعر بوجدانه ، فتراهما يطلان من خلال كل بيت بألفاظه وصوره .
- وقد وفق الشاعر غاية التوفيق في اختيار ألفاظه ، فحينما عبر عن الحب كانت هناك كلمة (وطني) بدون حرف نداء دلالة على القرب ، وحينما عبر عن الفداء كانت هناك كلمتا (روحي - دمي) ، وحينما عبر عن مكانة وطنه كانت هناك كلمات (عز - باذخ - علاء ) ، وحينما عبر رؤيته لوطنه كانت هناك كلمات (العدل – الحجا – سعادة – رخاء ) .
(ب) - (وطني خذ العهد) ، يشخص الشاعر وطنه فيناديه ، وهذه الصورة استعارة مكنية تمثلت فيها عاطفة الشاعر نحو وطنه بحذف أداة النداء دلالة على قربه منه .
- (خذ العهد) .. كأن العهد الذي هو شيء معنوي تجسم فأصبح شيئاً مادياً تتناوله يد من يد ، وهذه الصورة أيضاً استعارة مكنية ملائمة لعاطفة الشاعر الذي يبذل ويعطي …
- (وما ملكت يداي) .. شخص الشاعر اليدين فجعلهما تملكان ، وهذه الصورة الاستعارية ملائمة لعاطفة الشاعر الذي يجود بكل ما عنده في سبيل الوطن .