الفصل الحادي عشر : إقبال الصبي على الأدب
س104: ما الذي سمعه الصبى بعد وصوله القاهرة وانقضاء إجازته؟ وعمن سمع؟ وما صفات من سمع عنه؟
سمع الصبى ذكر الأدب والأدباء كما سمع العلم والعلماء، وكذلك سمع من الطلاب عن الشيخ الشنقيطى، الذى يتصف بحفظ اللغة ورواية الحديث سنداً ومتناً عن ظهر قلب، كما يتصف بالشدة وسرعة الغضب وانطلاق اللسان بما لا يطاق من القول.
س105: كان للشيخ الشنقيطى موقفاً مغايراً لموقف شيوخ الأزهر عن كلمة "عمر" . اشرح ذلك.
دارت مناقشات بين الشيخ الشنقيطى وبين شيوخ الأزهر كان يتندر بها الطلاب، يقف فيها الشيوخ أن "عمر" اسم ممنوع من الصرف وهو موقف جميع النحاة تقريباً لكن الشيخ الشنقيطى يرى أنه أى "عمر" غير ممنوع من الصرف.
س106: كيف حفظ الصبى بعض المعلقات والمقامات وقصيدة أبى فراس وبعض خطب الإمام على من نهج البلاغة؟
لقد حفظ الصبى ذلك ونحوه من خلال أخيه الفتى الذى كان يعجب وصحبه الطلاب بهذه النصوص الجيدة سريعاً ويقوم بحفظها لكنه ينصرف عنها بنفس السرعة.
س107: ما السر وراء إقبال الطلاب على الشيخ المرصفى؟ وما السر وراء انصرافهم عنه؟ وما الذى كان يدرسه؟ وأين؟ وما موقف الصبى من ملازمته أو عدمها؟
السر وراء إقبال الطلاب على الشيخ المرصفى أنهم أعجبوا بطريقته وما يقدمه من درس فى الأدب وكذلك صلته بالأستاذ الإمام. أما السر وراء انصرافهم عنه أنهم وجدوه غير متمكن من درس الأدب، وإنما صاحب شعر ينشد وكلام يقال. أما الذى كان يدرسه هو ديوان الحماسة وشرحه لأبى تمام لكن الحقيقة أن طريقة أداءه لم تكن مناسبة إلا للفقه والأصول. وكان الشيخ المرصفى يقوم بإلقاء دروسه فى الرواق العباسي. وكان موقف الصبى منه غير معظم الطلاب فلم ينصرف عنه كما فعلوا بل لزمه منذ ذلك الموقف بعد أن خصص المرصفى يومين لقراءة الزمخشرى فى النحو، وقد أعجب الصبى بشرحه أيما إعجاب.
س108: صف طبيعة العلاقة بين الصبى وشيخه المرصفى.
كان علاقة حميمة تجمع الأستاذ بتلميذه إذ أن كلاهما قد أعجب بالأزهر إعجاباً شديداً فالشيخ ماهر فى شرحه والصبى لا يقل مهارة فى فهمه وحفظه.
س109: ما موقف الشيخ من الأزهر وشيوخه وطلابه؟ وما موقف الصبى وصحبه من ذلك؟ وعلام يدل ذلك؟
كان الشيخ المرصفى شديد النقد للأزهر ومناهجه وشيوخه وطلابه، ولم يختلف موقف الصبى وصحبه عن موقف شيخهم شيئاً وهذا أمر طبيعي، فالعلاقة بين الشيخ وتلاميذه خاصة الصبى واثنين من رفقائه كانت دليلاً على توافقه في كل شيء يتعلق بالأزهر وشيوخه وما يقدمه.
س110: يرى الكاتب أن الأدب ودرسه هما أكثر الأشياء دفعاً للنفوس إلى الحرية. اشرح ذلك.
يرى الكاتب أن دراسة الأدب - على طريقة الشيخ المرصفى - هي أكثر الأشياء دفعاً للنفوس وخاصة نفوس النشء إلى الحرية لأن طريقته كانت تقدم على التفسير ثم النقد للشاعر أولاً وللراوي ثانياً وللشرح بعد ذلك، وهكذا حتى نصل إلى تحطيم القيود جميعها، وكان الشيخ ينتهى من هذا رابطاً الأشياء وموازناً بين قلال العقل الأزهري وغلظة الذوق فيه وبين نفاذ العقل القديم ورقة الذوق فيه.
س111: هل كثر طلاب الشيخ المرصفى ومريدوه أم قلوا؟ وما سبب ذلك
لقد كثر الطلاب أول الأمر لكنهم سرعان ما انفضوا من حوله إلا نفر قليل لم يثبت منهم بعد ذلك إلا الصبى وصاحباه. أما السبب فى انصراف الطلاب عن الشيخ المرصفى فيرجع إلى تحطيم الشيخ لكل القيود الأزهرية وثورته على الشيخ وتجنيه على كل ذلك فى بعض الأحيان.
س112: كيف كانت حياة الشيخ المرصفى بعيداً عن الأزهر؟
كانت حياة متواضعة لكنها كريمة ينفق وقته فيها اهتماماً بأمه العجوز وتربية ابنته وتدليلها وتعليم ابنه تعليماً راقياً وكان عزيز النفس كريم الطباع على الرغم من فقرة المادي الشديد.
س113: " لكل عالم هفوة " طب هذه المقولة على الشيخ المرصفى ذاكراً هفوته.
انطبقت هذه المقولة على الشيخ المرصفى مرة واحدة حينما انحرف عن الوفاء لأستاذه الإمام محمد عبده ونظم قصيدة يمدح بها شيخ الأزهر الجديد وعرض فى قصيدته بالأستاذ الإمام ، لكنه ارتد سريعاً عن تلك الخطيئة فى أسف وخجل.
س114: كيف تعامل الصبى وصاحباه مع الشيوخ والطلاب والكتب الأزهرية؟ وما دافعهم إلى ذلك؟
اندفع الصبى وصاحباه إلى العبث بالشيوخ والطلاب جهراً وكذلك بالكتب الأزهرية وتفضيل الكتب القديمة عليها، يدفعهم إلى ذلك حبهم لشيخهم وتأثرهم به.
س115: هل سكت شيخ الأزهر وشيخه على الصبية الثلاثة وشيخهم؟
لا. لم يسكت شيخ الأزهر فقد عقد مجلس دعى إليه الصبية الثلاثة وأخبرهم خلاله أنه تم طردهم من الأزهر ومحو أسماءهم من بين طلابه.
ولم يسكت شيخ الأزهر على الشيخ المرصفى فقد نقله من الرواق العباسي إلى عمود داخل الأزهر وحظر عليه قراءة كتاب " الكامل " وكلفه بقراءة كتاب " المغنى " لابن هشام.
س116: ما الصدمة الكبرى التى تعرض لها الصبى؟
لقد تعرض الصبى لهذه الصدمة وهو يسأل الشيخ بعد أن عوقب كلاهما ونقل الشيخ إلى عمود داخل الأزهر يشرح كتاب "المغنى" فرده الشيخ فى رفق وهو يقول : " لأ لأ : عاوزين نأكل عيش "، وهنا صدم الصبى فى شيخه صدمة عنيفة.
س117: ما موقف الصبى وصاحبيه من عقوبة الأزهر وشيخه لهم؟
أما أحدهما : فقد آثر العافية وسلك لنفسه سبيلاً واتخذ لنفسه مجلساً فى جامع المؤيد.
وأما ثانيهما : فقد أبلغ أباه بما حدث وأخذ أبوه يسعى فى إصلاحه لكنه ظل مع الصبى يعبثان كما تعودا بالطلاب بل وبالشيوخ أيضاً.
وأما الصبى : فلم يكن بحاجة أن يقص الأمر على أخوه ولما علم أخوه لم يعنفه ولكنه انذره بسوء العاقبة.
س118: كيف تصرف الصبى منفرداً فى قصته مع الأزهر وشيخه؟
كتب مقالاً هاجم فيه الأزهر وشيوخه وذهب إلى مدير الجريدة الذى أعطاه بدوره إلى صديق له كان يعمل مفتشاً بالأزهر ورأى أن المقال الذى يستحق العقوبة الحقيقية وطالب المفتش الصبى بصرف النظر عن المقال إن كان يريد العودة فاختار العودة وتنازل عن مقاله، وتبين بعد ذلك أن أمر الطرد ومحو الأسماء لم يكن إلا تخويفاً وتهذيباً لهم.
س119: بعد ذهاب الصبى إلى الجريدة حدث تحول فى حياته. اشرح ذلك.
أخذ الصبى يتردد على مدير الجريدة فأتيح له عالم جديد هو عالم الطرابيش وما يمثله من ثراء وذلك غير عالم العمائم الذي ينتمى هو إليه وما يمثله من فقر وبؤس.