) الدور الثاني1999 م:
قال الشاعر وهو يتناول توبة آدم بعد خروجه عن أمر ربه :
قلبتُ وجهي في السماء وفي الثرى *** وأنا الطريدُ فلمْ أجـــدْ إلاّكا
من ذا الذي يصغي سواك لشكـوتي *** هل لي سواك لأشتكي لسواكا؟
فبحــــق هذا اليوم والنور الذي *** أطلقته في طـــينتي فدعاكا
اغــفر لعـــبدك فهي أول مرة *** أخطأت عن جهل وحسبي ذاكا
(أ) - يقوم العمل الفني على أساس امتزاج الفكر بالعاطفة . وضح ذلك من خلال الأبيات .
(ب) - ما نصيب الوحدة العضوية من هذه الأبيات ؟
(أ) - تَمَثل الشاعر نفسه آدم أبا البشر لحظة إحساسه بالندم وقت ارتكابه معصية ، خالف فيها أمر ربه ، فقلب وجهه في السماء وفي الأرض ، فلم يجد من ينقذه من هذا إلا أن يلجأ إلي الله ، مبدياً الندم ، وطالباً المغفرة من الله ، وبرر هذا الطلب بأنها هي المعصية الأولى له .
وقد امتزج الفكر بعاطفة الشاعر التي تفيض بالحب لله ، وإبداء الندم والحسرة على ما فرط في حق ربه ، وهذه المشاعر جعلت في نفسه أمل قبول طلبه ، لذا طلب من مولاه أن يلهمه كلمات قالها لربه ليعفو عنه .
(ب) - نصيب الأبيات من الوحدة العضوية :
الشاعر تحدث في موضوع واحد هو وقوع أبي البشر آدم في معصية وندم على فعلته ، ولم يجد من ينقذه منها سوى الله ، لذا ضرع إلى مولاه ، أن يتقبل منه توبته ، والأبيات مترابطة ، ومتسلسلة وكل بيت يسلمك للذي يليه .. والدفعة الشعورية واحدة وهي الوقوع في المعصية ، والندم عليها ولجوء الشاعر إلي الله أملاً في العفو عنه .