الدور الثاني 1998 م:
قال البحتري في وصف الربيع :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً *** من الحسن ؛ حـتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى *** أوائل ورد ، كن بالأمـس نومـا
يفتقها برد الندى ، فكأنــــه *** يبث حـديثاً كان قبل مكتـــما
فمن شجر رد الربيع لباســـه *** عليه ، كما نشرت وشياً منمنمـا
(غسق الدجى : ظلمة الليل – وشياً : نقشاً – منمنماً : مزخرفاً)
(أ) - التجربة الشعرية الصادقة يمتزج فيها الفكر بالعاطفة . وضح ذلك من خلال هذه الأبيات .
(ب) - تخير من الأبيات صورة بلاغية ، وبينها ثم اذكر قيمتها الفنية .
(أ) - تمثل الأبيات تجربة شعرية صادقة ، حيث يقول الشاعر : أقبل عليك الربيع المشرق مزهواً ضاحكاً ، حتى كاد أن يتكلم من روعة الحسن ، وقد أيقظ اليوم الجديد في الربيع كمائم الورد التي نزل عليها برد الندى ، فإذا بالكمائم تتفتح ، ويظهر الورد الذي كان مستوراً ، ثم انتشر كالحديث المذاع . فكسى الشجر برداء منقوش مزخرف من الورد ، يجذب العين ويسعد النفس .
وقد امتزجت هذه الأفكار بعاطفة الشاعر الجياشة التي تدفقت انبهاراً بجمال الربيع ، فأخذ الشاعر يجتلي مشاهد الربيع في نشوة ومتعة ، ويعبر عنها في سلاسة وأناة وتعمق .
(ب) - الصورة البلاغية في قوله : (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً) استعارة مكنية ، حيث شبه الربيع بإنسان يعجب بنفسه ويضحك ، وحذف المشبه به (الإنسان) وأتى بصفتين من صفاته (يختال ، وضاحكاً) .
وقيمتها الفنية : توضيح المعنى وتشخيصه .